الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.سورة الكافرون: .فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة: .فصل في فضل السورة الكريمة: قال مجد الدين الفيروزابادي:فضل السّورة:فيه أَحاديث: «مَنْ قرأها فكأَنَّما قرأ ربع القرآن، وتباعدت منه مَرَدة الشَّياطين، وبرئ من الشرك وتعافى من الفزع الأَكبر».ويروى أَنًَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: «اقرأ عند لُبس ثيابك: {قُلْ يا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}؛ فإِنها براءَة من الشِّرك».وقد سمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مُقَشقِشةً أَي مُبرئة من النِّفاق.وفيه حديث علي الضعيف أَيضًا: «يا علي مَنْ قرأها أَنجاه الله من شدّة يوم القيامة، وله بكلّ آية قرأها ثوابُ المستغفرين بالأَسحار». اهـ..فصل في مقصود السورة الكريمة: .قال البقاعي: سورة الكافرون وتسمى الإخلاص والمقشقشة، مقصودها إثبات مقصود الكوثر بالدليل الشهودي على منزلها كامل العلم شامل القدرة لأنه المنفرد بالوحدانية، فلذلك لا يقاوي من كان معه، ولذلك لما نزلت قرأها صلى الله عليه وسلم عليهم في المسجد أجمع ما كانوا، وهذا المراد بكل من أسمائها. أما الكافرون فمن وجهين، ناظر إلى إثبات، وناظر إلى نفي، أما المثبت فمن حيث أنه إشارة إلى تأمل جميع السورة من إطلاق البعض على الكل، وأما النافي فمن جهة أنهم إنما كفروا بإنكار ما هو مقصودها إما صريحا كالوحدانية وتمام القدرة، وإما لزوما وهو العم فإنه يلزم من نقص القدرة نقصه، وأما الإخلاص فلأن من اعتقد ذلك كان مؤمنا مخلصا برئيا من كل شرك وكل كفر، وأما القشقشة فلأنها أبرأت من كل نفاق وكفر، من قولهم: تقشقشت قروحه- إذا تقشرت للبرء، وعندي أنه من الجمع أخذا من القش الذي هو تطلب المأكول من هاهنا وههنا فإنها جمعت جميع أصول الدين، فأثبتتهعا على أتم وجه، فلزم من ذلك أنها جمعت جميع أنواع الكفر فحذفتها ونفتها، وقد تقدم تمام توجيه ذلك في براءة فأمرهما دائر على الإخلاص، ومن المعلوم أن من أخلص لله كان من أهل ولايته حقا، فحق له ما يفعل الولي مع وليه، ولذلك- والله أعلم- سمت قراءتها مع {قل هو الله أحد} في ركعتي الفجر ليجوز فاعل ذلك بالبراءة من الشرك والاتصاف بالتوحيد أول النهار ثمرة ما ورد أن من صلى الصبح كان في ذمة الله، ومن كان كذلك كان جديرا بأن ينال ما أشارت إليه السورتان اللتان بين سورتي الإخلاص من الفتح له والنصر والخيبة لعدوه والخسر والحسرة. اهـ..قال مجد الدين الفيروزابادي: .بصيرة في: {قل يا أيها الكافرون}: السّورة مكِّيّة.آياتها ستّ بالإِجماع.وكلماتها ثمانٍ وعشرون.وحروفها أَربع وتسعون.فواصل آياتها على النّون.سمّيت سورة (الكافرون)، لمفتتحها، وسورة الدّين، لقوله: {وَلِيَ دِينِ}.والمقشقشة.قال أَبو عبيدة: سورتان من القرآن يقال لهما المقشقِشتان: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} و{قُلْ يا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} تقشقشان الذنوب كما يقشقش الهناءُ الجَرَب..معظم مقصود السّورة: يأْس الكافرين من موافقة النبىّ- صلى الله عليه وسلم بالإِسلام والأَعمال، في الماضى، والمستقبل، والحال، وبيان أَن كلّ أحد مأْخوذ بمالَه عليه إِقبال، وعليه اشتغال.المنسوخ منها {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} م آية السّيف ن. اهـ..فصل في متشابهات السورة الكريمة: .قال ابن جماعة: سورة الكافرين:476- مسألة:قوله تعالى: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} إلى آخر السورة. هل هو تكرار الفائدة أم ليس بتكرار؟.جوابه: ليس بتكرار في المعنى، فإن قوله تعالى ذلك جواب لقول أبى جهل ومن تابعه للنبي صلى الله عليه وسلم: نشترك في عبادة إلهك وآلهتنا، أعبد آلهتنا عاما ونعبد إلهك عاما. فأخبر أن ذلك لا يكون، فقوله: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)} صريح في الآن الحاضر فنفى المستقبل كالمسكوت عنه فصرح بنفي ذلك أيضا فيه بقوله تعالى: {وَلَا أَنَا عَابِدٌ} أي في المستقبل، {مَا عَبَدْتُمْ} أي الآن، {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ} في المستقبل ما أعبده في الحال والاستقبال. وهذا إعلام من الله تعالى له بعدم إيمان أولئك خاصة، كما قال تعالى لنوح عليه السلام: {لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ} عامة، فلا تكرار حينئذ، وهذا من معجزاته- صلى الله عليه وسلم. اهـ..قال مجد الدين الفيروزابادي: من المتشابهات:قوله: {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} في تكراره أَقوال خمسة، ومعانٍ كثيرة، ذكرِت في التفاسير.وقال محمود بن حَمزة الكرمانىّ: هذا التكرار اختصار وإِيجاز، هو إِعجاز، لأَنه نفى عن نبيّه عبادة الأَصنام في الماضى، والحال، والاستقبال، ونفى عن الكفار المذكورين عبادة الله في الأَزمنة الثلاثة أَيضًا.فاقتضى القياس تكرار هذه اللفظة ستَّ مرّات فذكر لفظ الحال، لأَنَّ الحال هو الزَّمان الموجود.واسم الفاعل واقع موقع الحال، وهو صالح للأَزمنة.واقتصر من الماضى على المسند إِليهم، فقال: {وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} ولأَنَّ اسم الفاعل بمعنى الماضى فعل على مذهب الكوفيّين.فاقتصر من المستقبل على المسند إِليه فقال: {وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ} وكان اسم الفاعلين بمعنى المستقبل.وهذا معجزة للقرآن وبرهان. اهـ..فصل في التعريف بالسورة الكريمة: .قال ابن عاشور: سورة الكافرون:عنونت هذه السورة في المصاحف التي بأيدينا قديمها وحديثها وفي معظم التفاسير (سورة الكافرون) بإضافة (سورة) إلى {الكافرون} وبثبوت واو الرفع في{الكافرون} على حكاية لفظ القرآن الواقع في أولها.ووقع في (الكشاف) و(تفسير ابن عطية) و(حِرز الأماني) (سورة الكافرين) بياء الخفض في لفظ (الكافرين) بإضافة (سورة) إليه أن المراد سورة ذكر الكافرين، أو نداء الكافرين.وعنونها البخاري في كتاب التفسير من (صحيحه) سورة: {قل يأيها الكافرون} (الكافرون: 1).قال في (الكشاف) و(الإِتقان): وتسمى هي وسورة {قل هو الله أحد} المقشقشتين لأنهما تقشقشان من الشرك أي تُبرئان منه يقال: قشقش: إذا أزال المرض.وتسمى أيضًا سورةَ الإِخلاص فيكون هذان الاسمان مشتركين بينها وبين سورة قل هو الله أحد.وقد ذُكر في سورة براءة أن سورة براءة تسمى المقشقشة لأنها تقشقش، أي تبرئ من النفاق فيكون هذا مشتركًا بين السور الثلاث فيُحتاج إلى التمييز.وقال سعد الله المعروفُ بسعدي عن جمال القراء أنها تسمى (سورة العبادة) وفي (بصائر ذوي التمييز) للفيروزابادي تسمى (سورة الدين).وهي مكية بالاتفاق في حكاية ابن عطية وابن كثير، وروي عن ابن الزبير أنها مدنية.وقد عدت الثامنة عشرة في عداد نزول السور، نزلت بعد سورة الماعون وقبل سورة الفيل.وعدد آياتها ست.أغراضها:وسبب نزولها فيما حكاه الواحدي في (أسباب النزول) وابن إسحاق في (السيرة) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف بالكعبة فاعترضه الأسود بن المطلب بن أسد، والوليد بن المغيرة وأميةُ بن خلف، والعاص بنُ وائل. وكانوا ذوي أسنان في قومهم فقالوا: يا محمد هلمّ فلنعبد ما تعبدُ سنةً وتعبدُ ما نعبد سنة فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرًا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه وإن كان ما نعبد خيرًا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه فقال: «معاذ الله أن أشرك به غيره»، فأنزل الله فيهم: {قل يأيها الكافرون...} السورة كلها، فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقرأها عليهم فيئسوا منه عند ذلك وإنما عرضوا عليه ذلك لأنهم رأوا حرصه على أن يؤمنوا فطمعوا أن يستنزلوه إلى الاعتراف بإلاهية أصنامهم.وعن ابن عباس: فيئسوا منه وآذوه وآذوا أصحابه.وبهذا يعلم الغرض الذي اشتملت عليه وأنه تأييسهم من أن يوافقهم في شيء مما هم عليه من الكفر بالقول الفصل المؤكد في الحال والاستقبال وأن دين الإِسلام لا يخالط شيئًا من دين الشرك. اهـ..قال الصابوني: سورة الكافرون:مكية.وآياتها ست آيات.بين يدي السورة:* سورة الكافرون مكية، وهي سورة (التوحيد) و(البراءة من الشرك) والضلال، فقد دعا المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى المهادنة، وطلبوا منه أن يعبد آلهتهم سنة، ويعبدوا إلهه سنة، فنزلت السورة تقطع أطماع الكافرين، وتفصل النزاع بين الفريقين: أهل الإيمان، وعبدة الأوثان، وترد على الكافرين تلك الفكرة السخيفة في الحال والاستقبال. اهـ..قال أبو عمرو الداني: سورة الكافرون 109:مكية.وقد ذكر نظيرتها في غير الكوفي والبصري ونظيرتها فيهما الناس فقط.وكلمها ست وعشرون كلمة.وحروفها أربعة وتسعون حرفا.وهي ست آيات في جميع العدد ليس فيها اختلاف..ورءوس الآي: {الكافرون}.1- {تعبدون}.2- {أعبد}.3- {عبدتم}.4- {أعبد}.5- {دين}. اهـ..فصل في معاني السورة كاملة: .قال الفراء: سورة الكافرون:{لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ}قوله عز وجل: {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ...}.فقالوا للعباس بن عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم: قل لابن أخيك يستلم صنما من أصنامنا فنتبعه، فأخبره بذلك العباس، فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم في حلقة؛ فاقترأ عليهم هذه السورة فيئسوا منه وآذوه، وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم، ثم قال: {لَكُمْ دِينُكُمْ}: الكفر، {وَلِىَ دِينِ} الإسلام. ولم يقل: ديني؛ لأن الآيات بالنون فحذفت الياء، كما قال: {فَهُوَ يَهْدِينِ والّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ}. اهـ..قال الأخفش: سورة الكافرون:{لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ}قال: {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} {وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ} لأن {لا} تجري مجرى {ما} فرفعت على خبر الابتداء. اهـ..قال الغزنوي: سورة الكافرون:6 {لَكُمْ دِينُكُمْ}: حين قالوا: نتداول العبادة، تعبد آلهتنا ونعبد إلهك.وهو على الإنكار، كقوله: {اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ}، وليس في السّورة تكرير معنى، و{أَعْبُدُ}، أحدهما للحال، والثاني للاستقبال.وسورتا الكافرين والإخلاص المقشقشتان لأنهما تبريان من النّفاق والشّرك، وتقشقش المريض من علته: أفاق. اهـ.
|